أخبار إيراناخبار عربية وعالمية

تقرير حول سياسة القمع والإعدام والتغذيب في نظام الملالي أربعون عامًا من التعذيب في إيران- الشهود يتحدثون

احجز مساحتك الاعلانية

يُعرف نظام الملالي الحاكم في إيران لدى شعوب المنطقة بتحركاته التوسعية وإذكاء الفتن والتدخل في شؤون دول المنطقة.

ويستخدم النظام محاولاته لإثارة الحروب والتدخلات كآلة للقمع في داخل البلاد.

ولكن الخصوصية البارزة للنظام في الداخل هي التعذيب والإعدام باعتبارهما الأداة الرئيسية للقمع من قبل النظام، الذي يفرض من خلالهما جوًا من الرعب والخوف داخل البلاد.

وهذان المنهجان أي تصدير الإرهاب، إلى الخارج وممارسة القمع في الداخل يشكلان الآلتين للحفاظ على سلطته.

وإذا اضطر الملالي في يوم ما إلى التخلي عن التعذيب والإعدام في الداخل وتصدير الإرهاب إلى الخارج، فلا شك ذلك اليوم هو يوم سقوط نظام الملالي.

في الآونة الأخيرة، مرة أخرى أصبحت قضية التعذيب في سجون ومعتقلات نظام الملالي محور اهتمام الدوائر السياسية والناشطين في الفضاء الافتراضي فيما يتعلق بالإيرانيين.

الأمر الذي أدانته الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية مراراً وتكراراً من خلال بيانات وتقارير وأبلغوا الرأي العام بذلك.

هذه القضية بطبيعة الحال، ليست جديدة في إيران، كون النظام قد استخدم التعذيب والقتل منذ بداية وصول خميني إلى السلطة في عام 1979، ولحد الآن؛ أي على مدى السنوات الأربعين الماضية، باعتبارها الآلة الرئيسية في قمع المواطنين داخل البلاد، ولم يتوقف التعذيب حتى ليوم واحد. على الرغم من أن هذا النظام المعادي للبشر قد حاول دومًا إلقاء اللوم على الضحية بالطرق الأكثر قذارة.

ونشرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أكثر من 17 مجلدًا من الكتب حول التعذيب والإعدامات في سجون إيران ضد السجناء السياسيين.

القتل تحت التعذيب
في أعقاب احتجاجات جماهيرية عارمة، في نهاية ديسمبر / كانون الأول 2017، اعتقل النظام عددًا كبيرًا من المتظاهرين ومارس التعذيب عليهم.

وأعلنت منظمة مجاهدي خلق أسماء 14 من المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب في مراكز الاعتقال التابعة للنظام.

وقد ادعى النظام بشكل مثير للسخرية أنهم قد انتحروا، والآن بعد عام، أعلنت أم لأحد القتلى، سينا قنبري، الذي زعم النظام أنه انتحر خلال أيام الاعتقال، صراحة في مقابلة صحفية أن ابنها قُتل تحت التعذيب أيام الاعتقال.

وأعربت أم سينا عن أسفها على صمتها لمدة عام وقالت إنها تريد أن يعرف الجميع أن ابنها سينا قنبري قد قُتل في السجن.

الشهداء الذين استشهدوا تحت التعذيب خلال مظاهرات ديسمبر 2017
الحقيقة هي أنه خلال الأربعين سنة الماضية، ومن الأيام الأولى من وصول خميني إلى السلطة، حتى يومنا هذا، استمر التعذيب في إيران من قبل النظام ضد المعارضين السياسيين وبأبشع حالاته.

أعمال التعذيب التي مارسها جلادو النظام على السجناء السياسيين هي أمر فظيع لدرجة أن بعض الحالات فريدة من نوعها في الوحشية والقساوة على طول التاريخ وفي كل العالم.

ولو أن العديد من ألوان التعذيب لم تكشف عنها، لأن النظام أعدم العديد من السجناء السياسيين في مجزرة عام 1988، ولكن على الرغم من ذلك، فإن أعضاء منظمة مجاهدي خلق الذين تمكنوا من الخروج من السجن، قد كتبوا ما لا يقل عن 17 كتابًا عن التعذيب والسجون في إيران. .

الوحدة السكنية
كانت الوحدة السكنية موقعًا خاصًا لتعذيب النساء الموقوفات من مجاهدي خلق. كان الهدف في هذا المعتقل مجزرة جماعية صامتة للسجناء، أي بمعنى أن الجلادين كانوا يمارسون التعذيب النفسي والجسدي حتى الوصول إلى نقطة اللاعودة من الجنون.

وكانوا يجبرون السجناء على جلد بعضهم بعضًا وإذا كان السجين يرفض، فهم كانوا يمارسون التعذيب على السجين بطريقة وحشية، وبذلك يضطر السجين لجلد السجين الآخر لتقليل الضغط منه.

وقد نشرت السيدة هينغامه حاج حسن، وهي سجينة سياسية قضت ثلاث سنوات في سجون إيران، مشاهداتها على أعمال التعذيب التي مورست عليها وعلى سائر السجينات من قبل نظام الملالي، في كتاب تحت عنوان «وجه لوجه أمام الوحش»

وكتبت حول التعذيب في الوحدة السكنية، تقول:
الوحدة السكنية.. زنازين انفرادية، حيث كانت السجينات يتعرضن للاغتصاب والتعذيب باستمرار لشهورعدة.

لاحقاً علمت أن أحد أساليب التعذيب في «الوحدة السكنية» كان على السجين إهانة نفسها باستمرار، على سبيل المثال، باستخدام اسم حيوان يطلق على نفسه ويقوم بتقليد صوته.


قالت السيدة موجغان همايونفر، التي فقدت إحدى قدميها باالساطور الذي استخدمه المعذبون، إن الجلادين قطعوا إحدى قدميها أثناء الاعتقال ثم عرضوا عليها كوثيقة

وهي تتحدث عن الوحدة السكنية تقول:
إحدى صديقاتي القديمات تدعى «عفت خوبي بور» التي أعدمها النظام في مجزرة 1988 كانت تتحدث لي آنذاك (1981-82) في السجن بأنها كانت في الحبس الإنفرادي باسم «الوحدة السكنية» كانوا يجبرون النساء على الحركة كالحيوانات ولأي حاجة مثل الطعام أو الماء أو المرافق، كان عليهن تقليد صوت الحيوانات.

المجاهد محمود رويائي، الذي قام بتأليف مشاهداته عن التعذيب في سجون إيران خلال السنوات العشر التي قضاها في السجن في خمسة مجلدات من الكتب بعنوان «آفتابكاران» (زارعين الشمس)، يقول في كتابه:

فور دخول سجن قزل حصار لتحمل فترة الحكم، يحلقون شعر رأس السجين ثم يحلقون كل شعر الحاجب أو جزء منه بماكينة الحلاقة نمره 4.

ويقوم حارس آخر بأخذ حفنة من الشعر ويعطيه بيد السجين ويجبره على أكله. ثم يتم جمع ما تبقى من الشعر وتوزيعه بين الزنزانات.

وكل زنزانة كان يجب عليها أن توزع الشعر بين السجناء ويأكله الجميع.

(المجلد 2 لكتاب «زارعين الشمس» أنشودة «سياوشان» صفحة
مكان الاستجواب كان في غرفة المكائن والمقهى الذي يقع بالقرب من باب الخروج للتشمس.

لقد اخترقوا آذان حسين (س) باستخدام مسمار، كما حقنوا الهواء في وريد السجين عباس (ب)؛ وهو رجل طاعن في السن الذي أخذوه من الزنزانة.

وأيضًا علقوا عددًا من السجناء وأشبعوهم بضربات الكيبل، وعذبوا البعض بإدخال إبرة ومسمار ساخن (تحت أظافرهم).

لم يكن لأي من هؤلاء الأشخاص جريمة محددة. (المجلد 2 كتاب «زارعين الشمس» أنشودة «سياوشان» صفحة 61).

السيدة آعظم حاج حيدري ، التي كانت في السجن لمدة 5/5 سنوات في سجون النظام في طهران ، كتبت في كتابها تحت عنوان «ثمن البقاء إنسانًا»: …

يتألف القفص من ممرات كبيرة وقاعة حيث ربما وضعت فيها 200 طاولة التنس … من نهاية الجدار بمسافة أقصاها 70 سم جنبًا إلى جنب وبشكل عمودي وكانت مثبتة بعضها بالبعض باللحيم بقضيب حديدي، وكانت هناك بطانية عسكرية تفوح منها رائحة كريهة مليئة بالقمل، ذات ملمس خشن، تغرز القدم مثل المسمار.

في الفجوة بين طاولتين، كان على السجناء أن يجلسوا بعيون مغلقة من الصباح إلى الليل، ومن الليل إلى الصباح هناك…

كانت هذه الأقفاص ضيقة لدرجة أن شخصًا قصيرًا بوزن 50 كيلوغرامًا لا يمكنه الجلوس جلسة القرفصاء.

لأن رجله كان يلامس الطاولة والطاولة تسقط على رأس السجين المجاور.

المكان كان ضيقًا جدًا بحيث كان على السجين أن يمسك ركبتيه باستمرار بين ذراعيه وينحني رأسه … وكان هذا النوع من التعذيب يستمر 7 أشهر.

ويتحدث «حسين دادخواه» عن أعمال التعذيب التي مورست عليه من قبل جلادي النظام ويقول: جردوني من اللباس أمام زوجتي وابني البالغ من العمر سنة ونصف وعذبوني، وأثناء التعذيب فتحوا عيني، ولم أتمكن من التعرف على امرأة أحضروها أنها زوجتي.

وقبل ليلة كانوا قد عذبوني بالسوط بحيث كان كل جسدي قد تورم ولم يكن بإمكانهم إزالة بنطلوني الفضفاض واضطروا إلى أن تمزيقه.

«سيد رحيم موسوي» مجاهد آخر الذي تحمل الكثير من ألوان التعذيب الوحشي.

إنه يقول أنه تعرض لمختلف صنوف التعذيب لدرجة أن صور رجليه التي مورس عليها التعذيب بعد سنوات من التعذيب لا تزال مرعبة بشكل فظيع.

بداية وضعوا ككرة قدم بين خمسة جلادين وهم كانوا يضربونه ويتقاذفونه بينهم، وبعد ذلك أشبعوه بضربات بالكابلات المتشعبة، على قدميه، بحيث تغير حجم القدمين أساسًا.

السيدة «هما جابري» كتبت في كتابها تحت عنوان «أرخبيل المعاناة» تقول:
لم يُسمح لـ «شهلاء»، التي كانت لها طفل في الرابعة من عمره، بإرضاع طفلها لتعذيبها أكثر. وعندما كانوا يأخذون الأم للتحقيق والتعذيب كان الطفل يبقى وحيدًا في الغرفة جائعًا، ونتيجة لذلك، كان يبصق نعال أمه، والأهم من ذلك، عندما كان يرى أشعة من الشمس ساقطة على الأرض، كان يسقط على الأرض ويبصق البقعة على الأرض.

السيدة بدري رحيمي تقول:
الأصوات التي كنا نسمعها فقط، كانت مصحوبة بالإهانات أو الإذلال، أو صوت السوط عند ضرب السجناء، على السبيل المثال كان بعض الأفراد قد أجبروهم على الوقوف على الأقدام لمدة أسابيع.

وفي حالة واحدة كانت بجانبي سجينة وكانوا يضربونها بالسوط فسقطت على الأرض لأن النوم كان يغلب عليها.

وكانوا يرفعونها ويوجهونها شتائم ويضربونها بالسوط مرة أخرى.

منع النوم المستمر بعصب العينين باتجاه الجدار والصمت المطلق.

وجاء أحد أفراد الحرس من الخلف وكان يقول إن كل واحدة منكن تريد الشاي فعليها أن ترفع يدها وإذا رفعت احدى السجينات يدها فكان يقول: «الآن تقومين بتقليد صوت الحمار مرتين، وتقولين مرتين أو ثلاث مرات إنني حمار حتى نعطيك كوبًا من الشاي».


السجين السياسي «حسين فارسي»، الذي قضى لأكثر من 10 سنوات في السجن، يشير في كتابه تحت عنوان «كوكبة من النجوم» إلى مثال للتعذيب وكتب يقول:
كنت جالسًا على باب غرفة التعذيب التابعة لوزارة المخابرات. سمعت صراخ امرأة، وكان من الواضح أنها كانت مربوطة بالسرير ويمارس عليها التعذيب. طفلة عمرها 3 سنوات كانت تلعب في نهاية الممر. يبدو أنها لم تكن تسمع أي صوت وكان منهمكة في لعبها.

فجأة، خرج أحد المحققين من الغرفة وذهب إلى الطفلة، وأخذ يدها ويجرها بغضب وأخذها إلى غرفة التعذيب. وعندما رأت الطفلة والدتها، بدأت تصرخ.

في تلك الليلة، في الزنزانة، سمعت صوت تلك السجينة تتحدث إلى الزنزانة المجاورة، من النافذة ، تقول:
«عندما أحضروا نسرين إلى الغرفة، خافت وصرخت.

أخذ المحقق شعرها ورفعها من الأرض وقال لها قولي لوالدتك أن تتحدث! فكانت يدي وقدمي مربوطتين.

ورأيت من تحت العصبة على عيني، ابنتي في الهواء معلقة وكدت أفقد حياتي من الحزن، لم أستطع فعل أي شيء.

وكنت أصرخ، يا فاطمة الزهراء، واحسيناه!…
إن قائمة الشهود على صنوف التعذيب طويلة، لكن الاحتجاجات الضخمة من مختلف شرائح الشعب الإيراني من العام الماضي أظهرت بوضوح أن سلاح التعذيب في النظام قد فقد مفعوله تدريجياً وليس له تأثيره السابق لفرض أجواء القمع والكبت.

انتفاضة الشعب الإيراني ضد اضطهاد نظام الملالي والتعذيب.

وهي انتفاضة، حسب ما قاله المنتفضون، ستستمر حتى الإطاحة بهذا النظام، وسوف يحقق الشعب الإيراني النصر قريباً.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى